نخبة بوست – محلل الشؤون السياسية

في زيارة لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي العاصمة السورية دمشق في 20 أكتوبر 2024، كان حاملاً رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد؛ وأتت هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصاً مع استمرار الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، وخطر توسعها إلى سوريا.

وناقش الصفدي مع الأسد العلاقات الثنائية، جهود حل الأزمة السورية، وملف اللاجئين السوريين، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى منها مكافحة تهريب المخدرات التي تشكل تهديداً مشتركاً لكلا البلدين.

العموش: الزيارة؛ تحمل رسائل حاسمة عن التهريب وخطر توسع الحرب الإسرائيلية إلى المنطقة

وفي هذا الصدد، قال الوزير الأسبق د.بسام العموش، في تصريح خاص لـ“نخبة بوست”، أن الزيارة تحمل عدة أهداف مهمة، وعلى رأسها استمرار التواصل مع النظام السوري.

العموش لـ"نخبة بوست": زيارة الصفدي إلى سوريا تحمل رسائل حاسمة وسط تصاعد التوترات الإقليمية
الوزير الأسبق د.بسام العموش

وأوضح العموش أن أحد أهم أهداف الزيارة قد يكون التشاور حول مستقبل الوضع الإقليمي، خصوصاً في ظل محاولات إسرائيل توسيع دائرة الحرب للخروج من أزمتها الداخلية عن طريق نقل الصراع إلى أراضٍ جديدة.

وأعرب عن قلقه من أن الخطر يزداد إذا نجح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في العودة إلى السلطة، حيث تحدث ترامب سابقاً عن توسيع حدود إسرائيل بناءً على اعتقاداته بأن هذه الأراضي “أعطاها الرب لليهود”، حسب تعبيره.

الأردن قاد عملية عودة سوريا إلى الحضن العربي، وأن هذا التواصل مع النظام السوري يقلل من المخاطر القادمة من سوريا إلى حد ما

وأضاف العموش أن ترامب وعد بأنه إذا نجح في العودة للرئاسة سيباشر تنفيذ هذا الأمر، مما يعني خطراً داهماً على الأردن وسوريا ولبنان وربما دول أخرى في المنطقة.

الصفدي يحمل رسالة مستعجلة للنظام السوري تتعلق بتهريب المخدرات والأسلحة، وهو النشاط الذي تقوده إيران؛ فهو “عمل عبثي” لا يحقق أي نتائج على أرض الواقع

واستشهد العموش بالعملية الأخيرة التي نفذها شابان ينتميان إلى الحركة الإسلامية، والتي لم تسفر عن قتلى إسرائيليين، بل انتهت باستشهاد الشابين.

وحذر العموش من أن مثل هذه العمليات قد تؤدي إلى توسيع دائرة الصراع تحت مسمى دعم غزة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في الأردن؛ مضيفاً أن ضعف الأردن سينعكس سلباً على سوريا نفسها.

وفيما يتعلق بموقف النظام السوري، قال العموش إنه قد يجامل الأردن، لكنه يرى أن الوجود الإيراني في سوريا أكثر أهمية للنظام من أي تعاون مع الأردن.

الإيرانيون لا يطلبون الإذن من النظام السوري للقيام بأي عمليات، سواء تعلق الأمر بالتهريب أو غيره

وذكر العموش أنه حتى إذا افترضنا أن النظام السوري غير راضٍ عن تحركات إيران تجاه الأردن، فإن الإيرانيين لا يتوقفون عن محاولاتهم

الأردن ماضٍ في مقاومة المهربين والميليشيات التابعة لإيران، سواء تعاون النظام السوري مع الأردن أو لم يتعاون

وفيما يتعلق باستخدام الأراضي السورية للرد على إسرائيل، بيّن العموش أن هذا السيناريو ممكن، لكنه مستبعد في ظل أن إيران تمتلك نفوذاً كبيراً في لبنان، حيث لم تتوقف الصواريخ من هناك.

واعتبر أن إيران قد تحاول الرد بطريقة غير مباشرة عبر الأردن؛ بهدف زعزعة الوضع الأمني فيه، وهو ما يتماشى مع ما يريده ترامب والصهاينة، سعياً لخلق ذريعة لتنفيذ عمليات تهجير واسعة النطاق للفلسطينيين من الضفة الغربية.

وفي ختام تحليله، شدّد العموش أن الأردن يواصل التصدي لهذه المخاطر بشتى السبل، مدركاً الأبعاد الإقليمية لتلك التهديدات والمخاطر، خصوصاً في ظل التعاون الإيراني-السوري.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version