ما القاسم المشترك بين أمراض القلب والصداع النصفي؟

نخبة بوست – تُظهر الأبحاث أن هناك روابط بين أمراض القلب والأوعية الدموية والصداع النصفي، حيث يشترك كلاهما في تغيرات بالأوعية الدموية، تدفق الدم، والالتهابات. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر إضافية للمصابين بالصداع النصفي، وخاصةً أولئك الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا ويختبرون هالات بصرية أو حسية قبل الصداع؛ إذ يكونون أكثر عرضة للسكتة الدماغية. وعلاوة على ذلك، تربط الأبحاث استخدام فئة أدوية “التريبتان” لعلاج الصداع النصفي بزيادة خطر السكتة الدماغية والنوبات القلبية لدى مرضى القلب.

مع ذلك، فإن المخاطر المرتبطة بالصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية تظل منخفضة للغاية.

فهم هالة الصداع النصفي

يعاني نحو ثلث المصابين بالصداع النصفي من الهالة، وهي اضطراب بصري أو حسي يظهر قبل بدء الصداع. وتشمل الأعراض الشائعة للبصرية بقعًا متلألئة، خطوطًا متعرجة، أو وميضًا من الضوء.

الآلية البيولوجية للصداع النصفي

وفقًا للدكتورة ناتاليا روست، أستاذة علم الأعصاب في جامعة هارفارد، يحدث الصداع النصفي عندما تتمدد الأوعية الدموية بالدماغ نتيجة نشاط غير طبيعي في خلايا القشرة الدماغية، مما يؤدي إلى التهابات يمكن أن تنتشر عبر الدماغ، مسببة أعراضًا مثل الغثيان والإرهاق والحساسية للضوء. ومع أن أعراض الصداع النصفي تتطور تدريجيًا، فإن أعراض السكتة الدماغية تظهر فجأة وتستدعي رعاية طبية فورية.

شيوع الصداع النصفي بين النساء

تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي بثلاث مرات مقارنة بالرجال، لا سيما في الفئة العمرية بين 20 و40 عامًا. ورغم أن السكتات الدماغية نادرة لدى النساء الشابات، إلا أن اللواتي يعانين من الصداع النصفي المصحوب بهالة يجب أن يخبرن أطبائهن بذلك، حيث يمكن لبعض علاجات منع الحمل الهرمونية أن تزيد من خطر السكتة الدماغية.

علاجات الصداع النصفي وتوصيات طبية

صُنفت أدوية “التريبتان” كأحد أكثر العلاجات فاعلية للصداع النصفي، لكنها لا تُوصى للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب. ووجدت دراسة حديثة على أكثر من 400 ألف مريض أن خطر حدوث مشاكل قلبية جراء استخدام “التريبتان” محدود. ومع ذلك، يوصي الأطباء بنهج علاجي شخصي لمرضى الصداع النصفي المعرضين لمخاطر قلبية.

تشمل الأدوية الحديثة لعلاج الصداع النصفي مثبطات الببتيد المرتبطة بجين الكالسيتونين (CGRP)، والتي تعتبر بديلاً فعالاً مع مخاطر جانبية أقل على الأوعية الدموية، لكنها تتطلب المزيد من الأبحاث حول آثارها طويلة الأمد.

الشرق الأوسط