نخبة بوست – كتبت: د. ناهد الحموري

هي امي الفيروزية ..

استيقظتُ ذات يوم فيما مضى ويداي غضة وبشرتي الرقيقة كانت بحاجة للمساتك وأما أنت فكنتِ والصمت الحزين رفيقكِ تختارينه ليومكِ ليأخذكِ بعيدة عني …

فأمي المحبة التي فقدتْ حبيبها ومازالتْ تدرج في غضاضتها ودلالها (ابوها) ..

و اما ابي فهو من أحبها صبية جميلة ..

ومازلتُ اراك بعينيه هكذا.. فلاتخافي ولاتخشي ..

واستميحكِ عذراً ولا تغضبي ان بحتُ بحبه الذي يفوق حبكِ فتباهي وافرحي بما ستحسدك عليه النساء فيما يحزنها..

فأنتِ صاحبة الانامل الرقيقه المبدعه يا سيدتي.. كما هي عينيك المذهلة.. المذهلة بكينونتها وايقاعها..

وكما اعتدتُ على هذه العيون حنونة هادئة..فقد وعدتني ايضا مراتٍ ومرات بمظهر قوي و صلب.. ألا تذكرين تلك الغرفة الباردة المعتمه.. و رفيق دربكِ مشغول عنكِ و غارق بآلمه.. فهناك كنت تائهة أنا يا أمي وكان لا ملجأ ولا منجى لي الا نظرتكِ الصلبة الصارخة بوجهي واخوتي و كل هذا الخوف “انا هنا”.. وهناك أيضا عادتْ ذات النظرة وقتئذ خشيتُ غلبة الخوف من جَلد .. فعيناك كانت على الدوام مأمني..

أمي ..

تأخرتْ كلماتي في أن تخط وصفكِ … و لستُ أدري ما انتابني هذا الصباح وانا أزاحم الطرقات و وجوه الناس المجهدة الساعية لاشغالها حينما سمعت رقت صوت فيروز التي تعشيقن .. فاصطادني سهم صوتها لادرك اخيرا علة سحر عيونكِ وشفتيكِ حين تقولين” بحبها “…

ولعل ما انتابني حين صدحت فيروز شوقها لوطنها وانا ألتف بسيارتي البسيطة صعودا في دربي ..هو انكِ الوطن الوحيد الذي يحويني ويذوب فيَّ يا أمي .. و أما فيروز فما زالت تنساب بصوتها بين ذاكرتي وآمالي وحبنا “إحكيلي إحكيلي عن بلدي إحكيلي..خبرني انكان بعدو بيذكرني…ساعات الفرح القليلي حبيبي إحكيلي”..

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version