نخبة بوست – محرر الشؤون الثقافية
لم يقتصر العدوان الإسرائيلي الغاشم على استهداف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، إلى جانب المدارس والكنائس والمساجد، بل امتدت آثاره التدميرية لتشمل المرافق الثقافية والسياحية، في سياق يهدف إلى محو الهوية الثقافية للشعوب؛ وتعكس هذه السياسة الإسرائيلية توجهات تستهدف القضاء على التراث والهوية في كل من غزة ولبنان.
وفي عداون همجي، طالت الآثار التدميرية للغارات الإسرائيلية على لبنان الغرفة التاريخية للمطربة اللبنانية الشهيرة “فيروز”، في فندق بالميرا الواقع قرب هياكل بعلبك، حيث دمرت غارة اسرائيلية مبنى يعود للعصر العثماني بالقرب من هياكل بعلبك، وامتدت آثار الغارة للغرفة التاريخية التي اعتادت فيروز الإقامة فيها في فندق بالميرا، حيث تحطّم الزجاج والنوافذ وانهارت أجزاء منها.
حداد: الأثر الثقافي لهذا الدمار شديد جدًا؛ ويعيق الأجيال القادمة من التواصل مع حضارة أمتها
وفي هذا الصدد، قالت مديرة قسم “دروب” في صحيفة الدستور الصحفية رنا حداد في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن الفنون تأخذ حيزًا أساسيًا من الهوية الثقافية والتاريخية للأمم، وتشمل المعالم التاريخية، والمباني الفنية، والمتاحف، والآثار التي تروي قصص الشعوب وتوثق تطورهم عبر العصور.
وأشارت حداد إلى أنه، في الحالة العربية، لطالما حذرنا من استهداف العدو للمرافق الأثرية والتاريخية والدينية، حيث لا نخسر مبانيَ فقط، بل نفقد جزءاً من ذاكرتنا الثقافية.
وأوضحت أن الأثر الثقافي لهذا الدمار بالغ الخطورة، حيث يحرم الأجيال القادمة من فرصة التواصل مع حضارة أمتها، ويعدّ عائقاً أمام الإلهام والإبداع في مجالات الفنون والعلوم.
وأكدت حداد على أهمية حماية هذه المرافق عبر تعاون دولي وتطبيق صارم للاتفاقيات الدولية، مثل “اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في وقت النزاع المسلح”، التي تهدف إلى حماية التراث الثقافي أثناء الحروب والنزاعات.