نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الكاتب والمحلل السياسي د. رامي العياصرة في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن الجميع في المنطقة يترقب عودة ترامب أو شخصية مشابهة له إلى البيت الأبيض؛ لافتا إلى أنه من المبكر إصدار حكم نهائي على الخطوات التي قد يتخذها في المنطقة، سواء فيما يتعلق بإعادة إحياء “صفقة القرن” أو إجراء تعديلات عليها، أو بطرح صيغة جديدة لحل القضية الفلسطينية، حيث يسبق ذلك تساؤلات حول كيفية إنهاء الصراع على جبهة غزة ولبنان.
وحول ما تردد من أخبار حول انسحاب قطر من دور الوساطة ورغبتها بانهاء تواجد المكتب السياسي لحركة حماس على أراضيها، أشار العياصرة في هذا السياق إلى أن قطر دولة ذات مصالح وموقع استراتيجي ضمن المشهد الإقليمي، وتتحسب مسبقًا لأي احتمال أو توجه جديد من جانب ترامب، متبعة سياسة الحياد والتوازن، كما تقوم قطر بأدوارها – سواء في أفغانستان أو من خلال استضافة قيادة حماس – بموافقة وضوء أخضر من الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن هذا الدور الذي تلعبه قطر ليس من السهل التخلي عنه؛ فمن سيؤدي هذه المهمة إن تنازلت قطر عنها؟ يبدو أن كل هذا التضارب المقصود يأتي كتهيئة استباقية لاستقبال الإدارة الأمريكية الجديدة، ورصد توجهاتها المستقبلية، وانتظار الضوء الأخضر لاستكمال دور الاستضافة والوساطة، أو إنهائه.
وتابع العياصرة حديثه قائلا: لا ننسى أن قطر، بسبب دورها في الوساطة واستضافتها للمكتب السياسي لحركة حماس، تعرضت عدة مرات لهجمات دبلوماسية من الجانب الإسرائيلي، ومحاولات لاتهامها بدعم “الإرهاب” نتيجة لهذه الاستضافة ودورها الوساطي، إضافة إلى تقديمها الدعم المالي للكادر الإداري المدني في قطاع غزة على مدى سنوات؛ وقد أدى ذلك أحيانًا إلى شعور قطر بأنها تتعرض لنوع من الابتزاز.