نخبة بوست – في ظل التحديات العالمية المتزايدة في مجالات مثل الصحة والطاقة، لا تزال العديد من المختبرات تعتمد بشكل كبير على العمل اليدوي، مما يقيد سرعة ودقة التجارب العلمية. إلا أن هذا الوضع قد يشهد تحولاً كبيراً في مجالات مثل الكيمياء والكيمياء الحيوية وعلوم المواد، بفضل تطور التشغيل الآلي والذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لأتمتة المهام المتكررة أن تحدث تغييراً جذرياً في طريقة عمل المختبرات.
تتيح الأتمتة للروبوتات تنفيذ التجارب بدقة عالية وبوتيرة متسارعة، مما يساهم في تحسين الأمان ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتعامل مع المواد الكيميائية الخطرة. كما تسمح الأتمتة للعلماء بتجنب الأعمال الروتينية والتركيز على قضايا بحثية أكثر تعقيداً، مما يرفع من كفاءة الاكتشافات العلمية في مجالات هامة مثل الطب والطاقة والاستدامة.
يعمل فريق من الباحثين في جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة على دمج الروبوتات مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات المختبرية، حيث تم توظيف روبوت متحرك لتنفيذ مهام داخل مختبرات الكيمياء. وفقاً للدراسة المنشورة في مجلة “ساينس” بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، فإن هذه الأتمتة لا ترفع الكفاءة فقط، بل تمثل تحولاً جوهرياً في أسلوب إجراء الأبحاث العلمية، ما يضمن نتائج أكثر موثوقية وأماناً.
تتبع أتمتة المختبرات خمس مراحل، تبدأ بالمساعدة في المهام البسيطة، وصولاً إلى التشغيل الآلي الكامل حيث يمكن للروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تعمل بشكل مستقل. وأشار الباحثون إلى أن هذا التحول يمكن أن يزيد من سرعة الابتكارات العلمية وكفاءتها، مع تعزيز سلامة الباحثين من خلال تقليل التفاعل المباشر مع المواد الخطرة.
ووفقاً لشركة “يونايتد روبوتيكس غروب” المختصة بتطوير الروبوتات، فإن الأتمتة المختبرية يمكن أن تقلل خطوات العمل اليدوي بنسبة تصل إلى 86%، مما يساهم في رفع الكفاءة وتقليل تكاليف العمالة.