نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الكمائن التي تعرضت لها قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية، بعد مرور 40 يومًا على القتال في غزة، تعكس حالة منظمة ومنضبطة للمقاومة، وليست جهودًا فردية. وهذا يشير إلى أن المقاومة، رغم كل عمليات القصف والتدمير التي يشنها الاحتلال في شمال غزة، لا تزال قادرة حتى الآن على التكيف والتأقلم مع المعطيات الميدانية.
محاولات الاحتلال في غزة
وفيما يتعلق بالنشاط البري للاحتلال في شمال غزة، أوضح أبو زيد أن الاحتلال يركز على محاولة إنشاء ممر بري جديد يمتد من مستوطنة مفسليم إلى جباليا وصولًا إلى العطاطرة، بهدف فصل مناطق شمال غزة عن مدينة غزة.
وأكد أن هذا الممر، الذي سبقه إنشاء ممر نتساريم وممر فيلادلفيا، يهدف إلى تقطيع غزة إلى مربعات جغرافية لمنع تنقل عناصر المقاومة، مما يسهل معالجة كل مربع على حدة.
وأشار أبو زيد إلى أن المقاومة تعمل على مراكمة النجاح من خلال استهداف قوات الاحتلال واستنزافها، على الرغم من الدمار والقتل الذي يفرضه الاحتلال. وأكد أن واجب المقاومة الأساسي ليس السيطرة على الأرض، بل إيقاع الخسائر واستنزاف المهاجم، مما يعكس تكتيكًا يعتمد على الإضرار بالاحتلال بدلًا من التورط في مواجهات مباشرة طويلة الأمد.
جبهة جنوب لبنان
أما على جبهة جنوب لبنان، فأوضح أبو زيد أن الاحتلال يحاول التقدم نحو بنت جبيل من المحور الأوسط عبر عيتا الشعب وتلة القوزح، مع فتح محور جديد في أقصى الغرب باتجاه الساحل، في محاولة للوصول إلى مدينة صور عبر المرور بطير حرفا والنبي شمعون. ويستغل الاحتلال، في هذا التقدم، الكثافة الكبيرة لنقاط قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل”، متخذًا منها غطاءً لتحركاته.
وأشار أبو زيد إلى أن الوسيط الدولي يبدو أنه يدفع نحو مبادرة لوقف إطلاق النار، إلا أن لبنان حتى الآن لم يبدِ موافقته عليها. ولفت إلى أن الاحتلال يعتمد معادلة “العصا والجزرة”، حيث يسعى لتحسين وضعه الميداني لزيادة الضغط السياسي، مما يفسر محاولاته الحثيثة لتغيير قواعد اللعبة قبل الدخول في أي مفاوضات.
الموقف اللبناني وحزب الله
وأكد أبو زيد أن الاحتلال يدرك طبيعة الحالة السياسية اللبنانية والمعادلة الاجتماعية والديموغرافية. لذا، كلما زادت الثقة بقدرات حزب الله على المواجهة، كلما تمسكت لبنان بمواقفها السياسية. وفي هذا السياق، يعمل الاحتلال على زعزعة الثقة بقدرات حزب الله عبر حملات بروباغاندا إعلامية تزعم تدمير قدراته أو السيطرة على مواقع في عمق جنوب لبنان، بهدف تحسين موقفه التفاوضي على الأقل.