نخبة بوست – كتبت : د. ناهد الحموري
اخترته ابيضا و ارتديته و خرجت لفسيح العالم به.. و كنت قد سرتُ بممر لابد ان اعبره بانحناءاته وظلمته اولاً لأصل الى باب الشروق واخرج لاشعة الشمس…
سرت يومها بقدمان ثابتتان.. سرت بكل ما امتلأ بي من عناد وكبرياء و مشيتُ بخطوة واثقه …
و فجأة هنا راودني الخوف للحظات …
فتذكرتُ ما تذكرت.. لم اعد اشعر بأنفاسي فقد تملكني الكثير حينها…
لكنني اليوم ارتديته ابيض…
ارتديته بنقاشاته وانحناءاته الناعمة وقد انسدل على المتحدية المتمردة والتي قالت يوما لا رافضة لما يمليه عليها الواقع وانكساراته …وتقول اليوم نعم لحلم رسمته واتقنت رسمه ..
ما هذا الذي كنتُ اشعر به منذ لحظات!!
“مش مهم “… انا الان هنا وهو قد مضى مع كل ما تملكني يوما ..
فأنا الان امضي على درجات صعدتها هناك الى الاعلى هناك حيث جلس أحدهم في المكان وقد اختار ما يلائمه من اليسار المعتم من المنصة و كان يرواده ما يرواده بما لا يعنيني ..فأنا من أقف واثقة أمامه متحدية ناظرة في عينيه و اما كلامه الهش فقد تناثر من حوله و لم يتجاوز عتبات المنصة .. وربما تلاشى بين فتحات الميكروفون الذي تقدمه.. ربما.. فأنا لا أعلم بعلم الطاقة واين تتلاشى الكلمات التي لاتعني في هذه الاجواء المسيطرة الا انها أصوات فحسب ..
واما من جلس في اعلى المنصة وتوسطها رفعة … فربما هو من ساقته الصدفة الى هنا.. الا ان الحقيقة وحدها هي من ابقته بالمكان الاقرب لقلبي والاقرب لاحتوائي فقد تملك جانب المنصة الايمن …ليتحدث كلاما ذو وقع يحسم الكثير ويطفأ ما كان يجوبني وينتصر لي للتحدي الذي بلغ صداه مني المكان بفراغاته وناسه ..
وانا من جئتك ياسيدي يوماً مثقلة مترنحة تائهة بين ما مضى وبين ماكان ينتظرني بالامس .. و أصبح اليوم واقع…
هنا اليوم في القاعة التي ارتقيتُ على درجاتها درجة درجة وانا محتضنة ماصنعتُ من حب بعد ان كان تحديا …اما الان فهو انجازي بين دفتي كتاب -رسالتي رسالة الدكتوراة_ حملت كلمات بلغت من نفسي حبا وفخرا ما بلغت .. قدمتها ودافعت عنها وقاتلت من اجلها.. فهي من رافقتني في سنوات وهي من واستني في احلك الاوقات ولست انا هي من تخون الرفيق والحبيب..
وفي لحظة وفي غمرة كل الاصوات والعناد والتشبث يصمت المكان بتجاوز ممن ارتقى المنصة من جانبها الايمن ..واقترب مني في تلك اللحظة وكان قد اقترب مني بفكره وكلماته سابقا عن هذا ليدنوا الان مني اكثر فأكثر بابتسامته وعيناه.. واذا كانت الكلمات تعبر عن ثقته وثباته كالعادة ،فان ماوردني من وراء الكلمات كان اعظم :
لا تأهبي وتألقي انت هي من تستحق الأفضل.. فتألقي لماتستحقي غدا ..وارقصي فرحا بقدومه وكأن شيئا لم يكن و ليغادر و يأتي من يأتي فعيناك ستتحديان وستنتصران ….
نظرة تأمل : كثيرة هي تحديات الحياة .. ل اتقهر.. لا تنهزم .. بل قم وتذكر كم مرة عاندتك فعاندتها وصمدت وانتصرت ..