نخبة بوست – كتب: د.ابراهيم عيسى العبادي ( خيير الشؤون الاستراتيجية والأمنية)

تثار هذه الأيام تساؤلات حول مصير التشيع السياسي في المنطقة، وهل وصل إلى نهايته أم أنه يشهد تحولات عميقة؟ هذا السؤال يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، ويتطلب تحليلاً متعمقاً للوضع الراهن في المنطقة، وتأثير العوامل المختلفة على هذا التيار السياسي.

خبير الشؤون الاستراتيجية والأمنية د. إبراهيم العبادي
خبير الشؤون الاستراتيجية والأمنية د. إبراهيم العبادي

التشيع السياسي: تعريف وتطور

قبل الخوض في الحديث عن نهاية التشيع السياسي، لا بد من تعريف هذا المصطلح وتتبع تطوره؛ التشيع السياسي هو مفهوم يشير إلى تداخل الدين بالسياسة، واستخدام المذهب الشيعي كأداة لتحقيق أهداف سياسية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي؛ كما شهد هذا التيار صعوداً ملحوظاً في العقود الأخيرة، وارتبط بأسماء وأحداث سياسية بارزة في المنطقة.

التشيع السياسي هو مفهوم يشير إلى تداخل الدين بالسياسة، واستخدام المذهب الشيعي كأداة لتحقيق أهداف سياسية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي

أسباب تراجع التشيع السياسي

هناك عدة عوامل تساهم في تراجع نفوذ التشيع السياسي في المنطقة، من أهمها:

  • التغيرات الإقليمية والدولية: شهدت المنطقة تحولات عميقة في السنوات الأخيرة، أدت إلى تراجع نفوذ القوى الإقليمية التي كانت تدعم التيارات الشيعية، وظهور قوى جديدة لها أجندات مختلفة.
  • الصراعات الداخلية: عانت العديد من الدول التي شهدت صعوداً للتيارات الشيعية من صراعات داخلية حادة، أدت إلى استنزاف طاقاتها وتقويض مكاسبها.
  • تراجع الدعم الشعبي: واجهت التيارات الشيعية تراجعاً في الدعم الشعبي، خاصة بعد أن فشلت في تحقيق الوعود التي قدمتها للشعوب، وارتكبت أخطاء جسيمة أدت إلى فقدان الثقة بها.
  • التوجه نحو الاعتدال: هناك توجه متزايد في العالم الإسلامي نحو الاعتدال والوسطية، ورفض التطرف والإقصاء، وهذا التوجه يضرب في صميم فكر التيارات الشيعية المتشددة.

هل انتهى التشيع السياسي؟

من الصعب الجزم بأن التشيع السياسي قد انتهى نهائياً، فالتاريخ يشهد على قدرة هذه التيارات على التكيف والتطور. ومع ذلك، فإن الأدلة تشير إلى أن نفوذه قد تراجع بشكل كبير، وأن مستقبله يواجه العديد من التحديات.

مستقبل التشيع السياسي

مستقبل التشيع السياسي يعتمد على عدة عوامل، منها:

  • السياسات الإقليمية والدولية: ستلعب السياسات الإقليمية والدولية دوراً حاسماً في تحديد مصير التشيع السياسي.
  • التطورات الداخلية في الدول ذات الطوائف الشيعية: ستؤثر التطورات الداخلية في الدول الشيعية بشكل كبير على مستقبل هذا التيار.
  • تطور الفكر الشيعي: ستلعب التطورات التي يشهدها الفكر الشيعي دوراً مهماً في تحديد مستقبل هذا التيار.

إن نهاية التشيع السياسي في المنطقة ليست مسألة بسيطة، وتتطلب تحليلاً متعمقاً للوضع الراهن، وتأثير العوامل المختلفة على هذا التيار السياسي؛ ومع ذلك، فإن الأدلة تشير إلى أن نفوذه قد تراجع بشكل كبير، وأن مستقبله يواجه العديد من التحديات

ملاحظات الكاتب

  • هذا المقال يقدم تحليلاً عاماً للوضع، وقد يختلف تقييم الوضع في كل دولة على حدة.
  • يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك العديد من التيارات الشيعية، وأن هذا المقال لا يشمل جميعها.
  • يجب عدم تعميم الأحكام على جميع الشيعة بناءً على أفعال بعض الجماعات الشيعية المتطرفة.
شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version