نخبة بوست – بقلم د. رضا البطوش
إلى مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشميّة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، عميد آل البيت الأطهار، وقائد المسيرة وعنوان عزتها وكبريائها، بمناسبة زيارته الكريمة لكرك التاريخ والمجد.
هذا يوم جميل وأيام الوطن بكم مولاي أجمل، فنزداد شرفاً يا مولاي في هذا اليوم الأغرّ، وترتفع هاماتُنا، فخراً واعتزازاً، بحضوركم السّامي البهيّ، وعلى مقربة من مؤتة، الفتح الأول، موطن الشهادة ومنزل الشهداء من آل بيت رسول الله وصحبه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، مؤتة التي لن تسمح وجوارها في كرك المجد لقوى الظلام وضعاف النفوس، أن تستهدف الوطن أو تدنسه تحت أي مسوّغ، وفاءً لجعفر وآل بيت رسول الله ونجيع الشهداء، فالوطن عقيدةٌ وتاريخ، ولغةٌ وتضحيات، ونحن مع كل أبناء هذا الحِمى العربيّ، نلهج الى العلي القدير ان يحفظكم؛ رمزاً للخير، والفجر الهاشميّ الممتدّ.
مولاي المعظم،
نعي تماماً بأن الوطن يتعرض لتحديات جسام عابرة للحدود تستهدف أمنه واستقراره، وأذ نثمن عالياً جهود قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية في التصدي لهذا التهديد، فإن المواجهة تتطلب أيضاً جهداً وطنيًا ومن خلال إستراتيجية نشطة متوازنة الأهداف والوسائل والآليات تضع الوطن في موقف استراتيجي ملائم يحيّد التهديد ويؤسس لما بعده وبما يحقق المصالح الوطنية الأردنية.
سيّدي، شيخ الوطن،
ولأنكم القائد الرائد، ولأنكم الإنسان؛ ولأنكم وريث نهج النبوّة، المؤتمن على رسالة آل البيت، وحامل لواء النهضة؛ تأتي الإنجازات الكبرى في الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري على قدر عزيمتكم، وقد أردتم لهذا الوطن العزيز، أن يكون أنموذجاً في التحديث والإصلاح وأن يبقى منيعاً مستقرّاً، معطاءً، آمناً، قائماً على أساس صون وحماية كرامة الإنسان الأردنيّ وكبريائه، وضمان الحياة الأفضل له ولأبنائه، ومجابهة التحدّيات وشُحّ الإمكانات؛ لتتكامل المفاهيم والأدوات، في عمليّة إصلاحيّة يتقدّم فيها حقّ المواطن بالأمن، كلّ الأمن، على كافة الاعتبارات الأخرى. وفي هذا الإطار فإن قوّة مؤسّسات الدولة وكفاءتها، هي التعبير الصريح عن قوّة القِيَم والمُثُل العليا، التي قام على أساسها هذا الوطن المنيع، وهي رافعةُ الإصلاح الشامل، ودون الإدارة الكفؤة القويّة الحديثة القادرة على صياغة الرأي العام وإعادة تشكيلة خدمة لتوجهات الدولة وتحقيقاً لأهدافها، تبقى المشاريع مجرّد شعارات يصعب تطبيقها.
مولاي المعظم،
ندرك أن لا أحبَّ على قلب جلالتكم، من العمل والبناء، وأن الإنجاز هو الترجمة الحقيقيّة لمشاعر العرفان والامتنان؛ وأنتم مَن أردتم لهذا الوطن، أن يُعطي الدرس؛ درس التميّز والعزيمة والإرادة وتطويع التحدّيات الجسام؛ فكان رهانُكم على الإنسان الأردني، إخلاصاً وإبداعاً وقبل أيّ شيء، خُلقاً وضميراً حيّاً، رهان الواثق بشعبه، المؤمن بأمّته. وهاهم الأردنيّون يا مولاي، يؤكدون في كل يوم، أنهم أحقُّ شعوب الأرض بهذه القيادة المؤثّلة، وقد أكرمهم الله ليكونوا جنود أكرم البيوت، بيت تنزلت في جنباته، آيات الذكر الحكيم، ورُتِّلت ترتيلاً.
مولاي المعظم
أنتم صمام الأمان للوطن الحبيب، إذا أردنا له، أن يكون الصخرة التي تتحطم عليها عاديات الزمن، ومحن الأيام، وبكم وحدكم آل بيت رسول الله يكون العبور الآمن نحو المستقبل لوطننا الحبيب وشعبه الطيب وانتم أهل لذلك، تفتديكم المهجُ والأرواح.
أختم بالقول:
نحن معك مولاي المعظم في السراء والضراء، قولا وفعلا، قناعاتٌ راسخةٌ لا تتبدل، ولن نقف في المنطقة الرمادية اقتناصاً للفرص، فالحياد خيانة، عندما يتعلق الأمر بالوطن وقيادته الهاشمية الفذّة، والمرجفون لا يبنون وطناً ولا يستطيعون دفع المخاطر عنه في حالك الأيام.
“راياتُ بني هاشم تبقى خفاقة تَحْرِسُها أهداب العين وَبِهٍمْ نمضي للعلياءِ عهدٌ نقطعــه للأحرار”
حفظكم الله مولاي المعظم، وأدام علينا نعمة الحكم الرشيد، وأدامكم ظلاً ظليلاً وقائداً وسنداً.