نخبة بوست– كتبت غدير حدادين (شاعرة وفنانة تشكيلية) عبر صفحتها على الفيس بوك منشورا قالت فيه:

سوق الجمعة هو أكثر من مجرد مكان للتسوق؛ إنه فسحة من الزمن تنبض بالحياة في قلب المدينة، حيث تتداخل الروائح والألوان والذكريات.

حينما أزور هذا السوق، أشعر وكأنني أسير في دهاليز الماضي ، حيث تهمس الأغراض القديمة قصصا لم تُحكَ بعد. أكوام الملابس المتراصة هنا وهناك تعكس تمازجا من الثقافات والأزمنة، وكل قطعة تحكي عن صاحبها الذي رحل أو ربما لم يعد بحاجة لها، لكن ما يهمني هو الجمال الكامن في تلك الأشياء التي فقدت قيمتها بالنسبة للآخرين لكنها تحظى عندي بجمال خاص لا يُقدّر بثمن.

أسير بين الأكشاك والزاويا، أتنقل بين الخضار والفواكه الطازجة التي تنبعث منها رائحة الأرض الطيبة، وبين أطقم الأطباق الخزفية التي تلمع تحت الشمس بلمسة قديمة توحي بتراث ضاع بين أيدينا.

تتناثر هناك أصوات الباعة وهم يعلنون عن بضائعهم بنبرات حيوية، ولكن ما يجعل المكان أكثر سحرا هو الهدوء الذي يسكن قلبي وسط الفوضى الظاهرة.

تتراكم في أذنيّ ألحان الحياة، من ضجيج الأسواق إلى همسات الهواء التي تلامس الوجوه. وفي كل مرة أجد شيئًا يلامس روحي: ربما قطعة قماش ملونة أو مشغولات يدوية تحكي عن إبداع قديم، ربما شرشف جميل بلون أحمر أزين به مطبخي الذي يصبح أكثر دفئًا عند تزيينه بتلك القطعة التي تحمل في تفاصيلها عبق الماضي.

سوق الجمعة هو، ببساطة، ذاك المكان الذي يعيدني إلى لحظات الطفولة والذكريات التي تسكن بين الزوايا، هو رحلة إلى قلب الماضي، حيث يشع نور الذكريات بين الأكوام وتكتسب الأشياء القديمة حياة جديدة.

سوق الجمعة: بين عبق الذكريات وروح المكان
شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version