نخبة بوست – أكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن لبنان يواجه تحولًا استراتيجيًا قد لا تتناسب معه المعادلات وقواعد اللعبة السياسية التي كانت قائمة قبل الحرب الأخيرة. وأضاف أن هذا التحول سيكون واضحًا بعد قرار وقف إطلاق النار والاتفاق الملحق بالقرار الأممي 1701.

مستقبل حزب الله ونفوذه وتأثيره في الداخل اللبناني بات موضع تساؤل كبير، مؤكدًا أن هذه القضايا ستكون على طاولة الحوار الوطني إذا انعقدت يومًا ما، وستطرح بقوة في المشاورات بين الأطراف اللبنانية المختلفة

وتابع الرنتاوي، في تصريح خاص لـ“نخبة بوست”، أن مسألة “الشعب والجيش والمقاومة”، إلى جانب قضايا أخرى مثل وحدة الساحات والعلاقة مع أطراف محور المقاومة، ستظل مواضيع معقدة ويصعب التكهن بنتائجها في المرحلة الحالية.

الرنتاوي يجيب: بعد الهدنة؛ لبنان إلى أين؟ وهذا هو رئيس لبنان المقبل
حزب الله

وأكد أن هذه الملفات ستتبلور أكثر خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع وجود استحقاقات آنية أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، وبدء تنفيذ الآلية الإجرائية الخاصة بالقرار 1701، مع التركيز على ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق.

الانتخابات الرئاسية: من يقود لبنان؟

وأشار الرنتاوي إلى أن الانتخابات الرئاسية المقررة في 9 يناير المقبل تُعد استحقاقًا مهمًا، حيث يُعتبر قائد الجيش أبرز المرشحين لهذا المنصب، مدعومًا بدعم دولي كبير. لكنه أشار إلى وجود قوى سياسية لبنانية غير متقبلة لهذا الترشيح، مؤكدًا غياب الإجماع اللبناني حوله.

واستشهد بموقف نواب القوات اللبنانية الذين امتنعوا عن التصويت لتمديد فترة قائد الجيش، ما اعتُبر إشارة إلى تحفظهم على انتقاله إلى الرئاسة الأولى.

أسماء أخرى مطروحة على الساحة، مثل زياد بارود، بينما يبدو أن المرشحين السابقين مثل جهاد أزعور وسليمان فرنجية قد تم استبعادهم من التداول

وأشار إلى أن الوزير جان قرداحي، الذي شغل منصب وزير الاتصالات ثلاث مرات في حكومات رفيق الحريري وعمر كرامي، يُعد أحد الأسماء المطروحة أيضًا؛ ولم يستبعد ظهور أسماء جديدة خلال الأيام القادمة، مشددًا على أن انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان لا ينفصل عن اختيار رئيس الحكومة المقبلة.

تشكيل حكومة ما بعد الحرب

وفيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة بعد الحرب، أشار الرنتاوي إلى أن حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة نجيب ميقاتي قد لا يُجدد لها.

اسم تمام سلام يبدو الأوفر حظًا لرئاسة الحكومة المقبلة، خاصة مع دعم سعودي واضح لهذا الخيار؛ وهناك أسماء أخرى مثل فؤاد مخزومي وبسام مولوي، لكن حظوظ تمام سلام تبدو الأقوى

وتطرق الرنتاوي إلى المشهد الإقليمي، مشيرًا إلى التطورات في شمال سوريا حيث حققت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) والفصائل المدعومة تركيًا نجاحات ميدانية كبيرة، وصلت إلى مشارف حلب.

هناك تنسيقًا أمريكيًا ودعمًا إسرائيليًا لهذه التحركات، في ظل تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة التي استهدفت النفوذ الإيراني وحزب الله في سوريا

وأشار إلى أن تركيا لديها حسابات جديدة في المنطقة، مع وجود حديث عن إقامة شريط حدودي يمتد بعمق 40 كيلومترًا من البحر المتوسط إلى الحدود مع العراق؛ مضيفاً أن التقارير الأخيرة تشير إلى دخول فرنسا على الخط، من خلال تقديم دعم استخباري ولوجستي للعمليات الجارية.

واختتم الرنتاوي أن ما يجري يشير إلى استراتيجية واضحة تعتمد على استهداف ساحات المواجهة واحدة تلو الأخرى، مع تنسيق عالٍ بين الأطراف المشاركة؛ مبيناً أن التزامن بين وقف إطلاق النار في لبنان واندلاع المواجهات في شمال سوريا يعكس هذه الاستراتيجية؛ فالأيام القادمة ستكشف المزيد من خفايا هذا المشهد الإقليمي المعقد.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version