نخبة بوست باستخدام تقنيات التحليل الرقمي وما يسمى بتحليل “الاستخبارات مفتوحة المصدر (OSINT)”، نجح فريق التحليل السياسي في مركز مكانة 360 بإجراء تقييم شامل للتطورات المتسارعة في مدينة حلب شمال سوريا. استند هذا التحليل إلى مزيج من البيانات الميدانية، الخرائط المحدثة المنشورة، وتقارير الجهات المختلفة الاعلامية والرسمية المتاحة، والذي يقدم قراءة معمقة للواقع الحالي في حلب، مع تسليط الضوء على السيناريوهات المستقبلية وتقييم المخاطر والتحديات المحتملة على المستويين الأمني والدبلوماسي، مع التركيز على التداعيات المباشرة وغير المباشرة على الأردن.

هذا التقرير يعكس قدرة مكانة 360 على توظيف أحدث أدوات الاستماع الرقمي والتحليل الاستخباراتي لتقديم رؤى استراتيجية تدعم صناع القرار في مواجهة التحديات الإقليمية.

المشهد  العام

تشهد مدينة حلب تصعيدًا جديدًا في إطار التعقيدات المستمرة للصراع السوري، حيث تمكنت قوات المعارضة السورية مؤخرًا من تحقيق مكاسب كبيرة ضد قوات النظام المدعومة من إيران وروسيا. ووسط هذه التطورات، تتصاعد التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة لتطور الأوضاع وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك الأردن.

السيناريوهات المحتملة

السيناريو الأول: استمرار تقدم المعارضة

  • التطورات الرئيسية: إذا استمرت المعارضة في تحقيق تقدمها، فمن المحتمل أن تسيطر على مزيد من المناطق الخاضعة للنظام في حلب. قد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار النظام وإضعاف الميليشيات المدعومة من إيران.
  • التأثير: قد تضطر قوات النظام وحلفاؤها (إيران وروسيا) إلى تصعيد استجابتهم العسكرية، مما سيؤدي إلى زيادة العنف والنزوح والتوترات الإقليمية.

السيناريو الثاني: هجوم مضاد من النظام وحلفائه

  • التطورات الرئيسية: قد يقوم النظام، بمساعدة حلفائه الروس والإيرانيين، بشن هجوم مضاد لاستعادة المناطق التي خسرها.
  • التأثير: قد يؤدي هذا إلى معارك طويلة الأمد مع سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية. وقد يثير ذلك أيضًا إدانات دولية متزايدة وربما فرض عقوبات إضافية.

السيناريو الثالث: تصعيد إلى صراع إقليمي أوسع

  • التطورات الرئيسية: إذا تكبدت الميليشيات المدعومة من إيران خسائر كبيرة، فقد تزيد طهران من تدخلها، مما قد يستفز أطرافًا إقليمية أخرى مثل إسرائيل ودول الخليج.
  • التأثير: قد يتحول الصراع إلى حرب بالوكالة، مما يزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا والشرق الأوسط.

السيناريو الرابع: الجمود العسكري

  • التطورات الرئيسية: عدم تحقيق أي طرف مكاسب كبيرة، مما يؤدي إلى حالة من الجمود العسكري والسياسي.
  • التأثير: سيؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، مع استمرار حلب كنقطة اشتعال للمواجهات المستقبلية.

السيناريو الخامس: وساطة دولية وتهدئة

  • التطورات الرئيسية: قد تدفع القوى الخارجية مثل روسيا وتركيا أو الأمم المتحدة نحو وقف إطلاق النار أو محادثات سلام لمنع المزيد من التصعيد.
  • التأثير: على الرغم من كونه احتمالاً ضعيفًا نظرًا للوضع الحالي، إلا أن هذا السيناريو قد يجلب بعض الراحة للمدنيين ويمهد الطريق لحل طويل الأمد.

تحليل الوضع الحالي

السيناريو الأكثر احتمالاً: السيناريو الأول – استمرار تقدم المعارضة

  • أظهرت خرائط سير العمليات الميدانية الأخيرة المنشورة مكاسب كبيرة للمعارضة في غرب حلب، مما يشير إلى زخم قوي ضد دفاعات النظام.
  • تأخر استجابة النظام وحلفائه الإيرانيين يفتح المجال لمزيد من التقدم.
  • إذا استمرت التحركات الحالية للمعارضة، فقد تعمل قواتهم على زعزعة استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بالقرب من مدينة حلب.

السيناريو الثاني – هجوم مضاد من النظام

السيناريوهات غير المحتملة

  • السيناريو الثالث: الصراع الإقليمي: في حين تتصاعد التوترات، لا توجد أدلة فورية على تصعيد الجهات الفاعلة الإقليمية لمشاركتها إلى حرب بالوكالة كاملة.
  • السيناريو الرابع: الجمود أو الركود: تشير التغيرات الإقليمية السريعة إلى أن هذا صراع متطور، ولم يصل إلى مرحلة الركود بعد.
  • السيناريو الخامس: الوساطة الدولية: لا توجد علامات على جهود وساطة نشطة أو مبادرات لوقف إطلاق النار من قِبَل القوى الخارجية.

التداعيات المحتملة على الأردن

تهديدات أمن الحدود:

  • تصاعد خطر تهريب الأسلحة والمخدرات (مثل الكبتاغون) عبر الحدود.
  • احتمال تسلل عناصر متطرفة إلى الأراضي الأردنية.

الدور الدبلوماسي الإقليمي:

  • قد تواجه الأردن ضغوطًا متزايدة للوساطة أو لعب دور في التهدئة الإقليمية.

بعض الخرائط المنشورة والتي تم تحليلها أيضا بالاضافة لتحليل الحوارات والتقارير:

"مكانة 360": تحليل (OSINT) لتطورات الوضع في حلب وتداعياتها على الأردن
مكانة 360

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version