نخبة بوست – كتب: د. أمين مشاقبة

ما يجري من أحداث في سوريا له أثر كبير على حالة الأمن والاستقرار لكل دول الإقليم، لكن الأثر المباشر سيكون على دول الجوار. لإسرائيل مصلحة كبرى في بقاء الحالة متأزمة لدرجة أنها ستدعم طرفًا على آخر. ولا تنسى حالة التعاون بين داعش وإسرائيل في السنوات الماضية، وهذا لا يمنع الآن من الاستمرار في التعاون لإضعاف سوريا كدولة.

ما يهم إسرائيل اليوم هو التخلص من الوجود الإيراني أو تقليص وجوده إلى الحد الأدنى. كما أن إسرائيل تدعم الأكراد في الشمال الشرقي للاستقلال لوجود علاقات تاريخية، كما هو الوضع في كردستان العراق، لكنها لا تدعم تغيير النظام.

أما التأثيرات على الأردن، فهي تكمن في أن حدوث الفوضى في سوريا لفترة طويلة سيكون له الأثر الأكبر. فاحتمال تهريب المخدرات سيزداد، واحتمالات النزوح مرة ثانية أمر وارد جدًا، خصوصًا من جرب اللجوء للأردن سابقًا. ناهيك عن أنه إذا وصل الإسلاميون مثل جبهة النصرة وأحرار الشام وغيرهم من القوى الإسلامية المتطرفة إلى استلام السلطة السياسية، فإن وجود نظام سياسي متطرف دينيًا في سوريا له أثر على دول الإقليم.

ويضاف إلى ذلك أثر تهريب الأسلحة إلى الأردن، لأن في حالة الصراعات تزداد التجارة غير المشروعة في أكثر من اتجاه. كذلك الأمر المتعلق بتصدير الثورة من خلال عملية التحرش بحرس الحدود أو محاولات الدخول للتأثير على حالة الأمن والاستقرار في الأردن.

إن أي حالة من حالات عدم الاستقرار في سوريا لها أثر بالغ على التجارة والوضع الاقتصادي بشكل أوسع. واعتماد الأردن على السياحة سوف يتراجع بشكل كبير أكثر مما هو عليه الآن.

ويضاف لذلك أن الحرب في الداخل السوري سيكون عاملًا ضاغطًا على القوات المسلحة على الحدود الأردنية السورية، التي يزيد طولها عن ٣٧٢ كم. إذ يتطلب ذلك مزيدًا من التحشيد والجاهزية العالية والإنفاق على الطاقة، إلى غير ذلك من متطلبات.

إن الوضع في سوريا خطير للغاية، وهناك طبخة كبرى تُطبخ للإقليم برعاية أمريكية، وإسرائيلية، وتركية، وربما روسيا الاتحادية على الخط. والضحية هو الشعب العربي الذي يدفع الثمن عبر ما يزيد عن ١٠٠ عام. وعظم الله أجركم.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version