نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، في تحليله لتطورات الأوضاع في سوريا واشتعال جبهة درعا بالقرب من الحدود الأردنية، إن “التطورات في شمال سوريا تنزلق نحو الانفلات وعدم قدرة النظام السوري على السيطرة عليها، في ظل اقترابها من حمص، التي تبعد أقل من 150 كم عن العاصمة دمشق”.

وأضاف أبو زيد، في تصريح خاص لـ“نخبة بوست”، يبدو أن الأردن، في ظل تسارع سقوط مناطق الجنوب السوري والحديث عن انسحابات للقوات السورية من مواقعها، يراقب التحركات الدبلوماسية التي تُعقد غدًا في حوار الدوحة لأطراف مؤتمر أستانا.

وفي الوقت نفسه، يراقب الحدود الجنوبية لسوريا، التي تشكل تهديدًا مركبًا على المملكة

وفي توضيحه لتلك التهديدات، أشار أبو زيد إلى انتشار المليشيات الشيعية من البوكمال (شرق) إلى تدمر (وسط)، وإرهاصات العلاقة الدرزية في السويداء (جنوب غرب) مع النظام السوري، وانتشار فصائل المعارضة المسلحة في درعا وريفها.

انعكاسات بدء تحرك المعارضة في درعا على الأردن

واستدرك في حديثه عن التهديدات قائلًا: “هناك استمرار لنشاط جيوب تنظيم داعش الإرهابي في البادية السورية، في محيط جبل البشري بريف الرقة والرصافة ومناطق آثريا والرهجان المتصلة بريف حماة الشرقي، إضافة إلى بادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور”.

هذا الأمر يجعل المنطقة الممتدة من المثلث السوري العراقي الأردني إلى صلخد السورية، التي تبعد عن حدود المملكة 15 كم، الأكثر انفلاتًا أمنيًا من الجانب السوري، مما يشكل التهديد الأكبر على الأردن

وبيّن أبو زيد أنه في ظل تسارع التطورات في شمال سوريا، فإن التصريحات الأردنية الرسمية جاءت متقاربة مع موقف النظام السوري هذه المرة، ومختلفة عن الموقف في الثورة السورية عام 2011، مما يشير إلى أن خيار عمان بالتنسيق والتعاون مع النظام السوري لضبط الحدود أصبح خيارًا صعبًا، في ظل سيطرة الفصائل من الجيش الحر على الجمرك القديم في درعا.

وأردف بأن الأردن لن يكتفي بالموقف الرسمي السوري، لإدراكه عدم قدرة النظام، وثقة المملكة بأن مصداقية أجهزة النظام لا يمكن الاعتماد عليها في ضبط الحالة الأمنية جنوب سوريا.

وتطرق إلى أن الأردن يملك أدوات أخرى تتعلق بالتنسيق مع العشائر في درعا والسويداء، وصولًا إلى عشائر الرقة، في محاولة للتعامل مع أي تطورات قد تخرج عن سيطرة النظام السوري، خاصة في ظل الأنباء التي تتحدث عن وصول تعزيزات من المليشيات الشيعية الموجودة في العراق إلى البادية السورية، ضمن ما يُعرف بالممر البري الممتد من البوكمال السورية إلى تدمر وريف حمص الشرقي، وهي مناطق قريبة من الحدود الأردنية إلى حد ما.

يضاف إلى ذلك أن الأردن لديه تنسيق مع الجانب الأمريكي، الذي تتواجد قواته في قاعدة التنف، التي تبعد أقل من 20 كيلومترًا عن الزاوية الحدودية الأردنية العراقية السورية

واستطرد بأن المملكة لا تتجاهل النشاط المستمر لتهريب المخدرات من الحدود السورية إليها، مما يشير إلى أن الانفلات الأمني جنوب سوريا على طول الحدود مع الأردن لا يزال انفلاتًا مضبوطًا ضمن سياقات مقبولة لمجسات الرصد الأمني والاستخباري الأردني على أقل تقدير حتى الآن.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version