نخبة بوست – حذّر خبراء من أن “الهوس بالأكل الصحي” قد يتحول إلى إدمان واضطرابات غذائية، مما يهدد الصحة البدنية والعقلية على حد سواء.

ومع استعداد الملايين لاتباع حميات غذائية مع بداية العام الجديد، أعرب باحثون عن قلقهم من أن الأنظمة الغذائية “النظيفة” قد تكون مفرطة في التقييد، مما يؤدي إلى سوء التغذية وظهور مشكلات صحية عقلية، وفقاً لصحيفة تلغراف.

نتائج دراسة حديثة

أجرت جامعة سيميلويس في المجر دراسة شملت 179 عارضة أزياء، وكشفت أن أكثر من ثلث المشاركات أظهرن علامات “الهوس العصبي”، وهو اضطراب غذائي يتمثل في التعلق الشديد بالأطعمة “النظيفة”. والغريب أن نحو خُمس المشاركات في المجموعة الضابطة أظهرن أيضاً أعراضاً مشابهة.

علامات التحذير

تشمل علامات “الهوس العصبي” التزاماً صارماً بنمط غذائي صحي لدرجة تؤثر سلباً على حياة الشخص الاجتماعية، مثل تجنب وجبات الأعياد أو المناسبات العائلية. المصابون بهذا الاضطراب قد يشعرون بتوتر شديد إذا خرجوا عن روتينهم الغذائي، وقد يعانون من أعراض مثل تساقط الشعر، هشاشة الأظافر، والإرهاق.

وقالت الدكتورة نيكوليت بوغار، من معهد العلوم السلوكية بجامعة سيميلويس: “الاعتماد على أنواع محددة فقط من الأطعمة، مثل الأسماك والخضراوات والأطعمة الخضراء أو الخالية من الكربوهيدرات، قد يؤدي بسهولة إلى نقص المغذيات، تماماً كما يحدث لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل.”

وأوضحت بوغار أن هذا النمط الغذائي لا يوفّر الكميات الكافية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

خطر “الأكل الصحي” المفرط

وفقاً للدراسة، أصبح الالتزام بالأكل “النظيف” طموحاً لنحو 90% من الأشخاص المشاركين، مشابهاً للهوس بالمحافظة على رشاقة الجسم بأي ثمن في العقود السابقة. لكن الخبراء يحذرون من أن اختيار جودة الطعام على حساب كميته قد يؤدي إلى نقص تغذوي خطير. في الحالات الشديدة، قد يتطور هذا الهوس إلى اضطرابات غذائية سريرية، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.

نصائح لتحقيق توازن صحي

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 35% من الناس يبدؤون أنظمة غذائية صحية في يناير، غالباً للتعويض عن الإفراط في تناول الطعام خلال موسم الأعياد. إلا أن الدكتورة بوغار شددت على أهمية النظر إلى الطعام كجزء من تجربة اجتماعية وثقافية، خصوصاً خلال الأعياد.

وأضافت: “ينبغي تجنب تصنيف الأطعمة بصرامة إلى جيدة أو سيئة، وعدم تحويل تناول الطعام إلى وسيلة لمعاقبة الذات. الأهم هو اتباع نظام غذائي متوازن ومستدام على المدى الطويل، والسماح ببعض الاستثناءات مثل تناول الشوكولاته أو الحلوى من وقت لآخر دون الشعور بالذنب.”

ختاماً، يحث الخبراء على اعتماد نهج غذائي متوازن يحقق الصحة الجسدية والعقلية مع الحفاظ على جودة الحياة الاجتماعية.

الشرق الأوسط
شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version