استقالات الأحزاب؛ هل سنشهد بداية حياة حزبية جديدة !؟

نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

شهدت الساحة السياسية تطورًا لافتًا بعد الانتخابات النيابية 2024 والذي تمثّل في تقديم عدد من الأمناء العامين لأحزاب بارزة استقالاتهم، حيث أعلن أمين عام حزب إرادة نضال البطاينة استقالته لأسباب عائلية وشخصية، في حين تقدم الامناء العامين لحزبي الميثاق وتقدّم باستقالاتهم بسبب انضمامهم للحكومة.

كما استقالت سمر دودين أمين عام الحزب الديمقراطي الاجتماعي احتجاجا على نتائج التحالف في الانتخابات النيابية؛ بالإضافة إلى حزب “جبهة العمل الإسلامي”، وبعد شغور موقع الأمين العام إثر تعيين المهندس مراد العضايلة مراقبًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين، تم تسمية المهندس وائل السقا أمينًا عامًا بالوكالة، مع الدعوة لعقد اجتماع لاحق لتسمية أمين عام جديد للحزب؛ وكانت “نخبة بوست” قد نشرت سابقًا أن هذا المنصب قد حُسم للمهندس وائل السقا؛ ولقراءة الخبر انقر هنا

هذه التطورات تطرح تساؤلات حول مستقبل الحياة الحزبية في الأردن وما إذا كنا على أعتاب مرحلة جديدة من التفاعل الحزبي السياسي، وسط تحليلات تشير إلى أن هذه الاستقالات قد تكون فرصة لإعادة تشكيل هيكليات القيادة في الأحزاب.

العياصرة: أنا غير متفائل؛ وأحزاب الوسط ستظل تدور حول محور الانتخابات

وفي هذا الصدد، أكد رئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور – النائب السابق عمر العياصرة في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” أن النشاط الحزبي لأحزاب الوسط الجديدة، باستثناء حزب جبهة العمل الإسلامي، سيظل مقتصرًا على إطار التحالفات داخل البرلمان، وهو ما يعتبره ظاهرة غير صحية.

التحدي الأكبر يكمن في أن هذه الأحزاب تربط أداءها وعلاقتها مع الشارع بإعادة تقييم أدائها الهيكلي والتنظيمي في فترة الانتخابات فقط، وهو أمر غير مناسب لتعزيز الحياة الحزبية في الأردن

العياصرة: أستبعد أن تقدم هذه الأحزاب على خطوات جادة لمراجعة ما جرى في الانتخابات السابقة أو العودة إلى الشارع للتسويق وإنتاج أنصار جدد. حتى الآن، لا أرى أي رغبة أو نشاط واضح في هذا الاتجاه

كما تابع العياصرة بأن استقالات الأمناء العامين في الأحزاب المهمة، والتي جاءت نتيجة لانضمام بعضهم إلى الحكومة، قد تفتح الباب لضخ دماء جديدة في القيادات الحزبية، لكنه أشار إلى عدم وضوح الرؤية بشأن ما إذا كانت هذه التغييرات ستؤدي إلى تحسن في الأداء الحزبي.

كما أشار إلى أنه غير متفائل شخصيًا، معتقدًا أن أحزاب الوسط ستبقى تدور حول محور الانتخابات فقط، حيث ستعيد تفعيل قدراتها مع كل دورة انتخابية جديدة.

بني عامر: تغيير الأمناء العامين هو “تداول سلمي” للسلطة

بدوره؛ قال مدير مركز الحياة (راصد) د. عامر بني عامر لـ “نخبة بوست” إن تغيير الأمناء العامين هو تداول سلمي للسلطة وهذه كانت نقطة تؤخذ على الأحزاب سابقاً وكانت من ضمن جوهر المناقشات إبان عملنا في اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.

بني عامر: التغيير الحاصل اليوم هو بكل بساطة يعبر عن إعادة إنتاج العمل الحزبي بما ينسجم مع مقتضيات المرحلة من حيث التواجد في الحكومة والتواجد في البرلمان

وأضاف بقوله: “اذ لا يمكن أن نرى أميناً عاماً لحزب من ضمن الفريق الوزاري ولكن تم توزيره لأجل شخصه وهو ما ذكر سابقاً في بعض التصريحات”، أيضاً اليوم نحن نشهد تغييراً يتناسب مع تجديد ديناميكية الأحزاب وضخ دماء جديدة بعد الانتخابات الأخيرة وإن كنت أفضل أن يكون التغيير مبني على تقييم موضوعي لأداء الأحزاب في الانتخابات الأخيرة ولكن من الجيد أن يكون هناك تغييرات لإعادة تموضع الأحزاب والتجهيز للانتخابات البلدية القادمة ومن ثم الانتخابات النيابية والتعامل مع الأعضاء في البرلمان بطريقة دراماتيكية تستقطب أعضاءً جدد ومناصرين جدد.

الأحزاب السياسية كأي كيان سياسي يجب أن يشهد تغييرات وإصلاحات وإعادة إنتاج بما يتناسب مع برنامجه والوصول إلى السلطة والمشاركة في عملية صنع القرار

مزيدًا من التغييرات في الساحة الحزبية ..

يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد مزيدًا من التغييرات في الساحة الحزبية، إلا أن استقالة القيادات البارزة تثير تساؤلات حول مدى قدرة الأحزاب على تقديم بدائل جديدة وتفاعل أكبر مع الشارع الأردني.

وفي الوقت الذي يأمل فيه البعض أن تكون هذه الاستقالات بداية لضخ دماء جديدة في المشهد السياسي، يرى آخرون أن الأحزاب ستظل مرتبطة بدورة الانتخابات دون تحقيق تقدم ملموس.